تسريب صور يكشف عن ضباط أوكرانيين يقاتلون ضمن صفوف الجيش السوداني
في 16 أغسطس 2024، تم تسريب صورة حقيقية إلى وسائل الإعلام تُظهر ضباطًا أوكرانيين متخصصين في تشغيل الطيران المسير مع عناصر من كتيبة البراء بن مالك في قاعدة وادي سيدنا. أثارت هذه الصورة موجة من الجدل وكشفت عن مستوى أعمق من التورط العسكري الأجنبي في النزاع الدائر في السودان.
الصورة، التي يعتقد أنها حقيقية، تُظهر ضباطًا أوكرانيين يعملون بشكل مباشر في تشغيل الطائرات المسيرة، وهي تكنولوجيا متقدمة أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحروب الحديثة. تواجد هؤلاء الضباط في السودان يشير إلى تعاون عسكري أعمق مع الجيش السوداني، مما يثير تساؤلات حول مدى التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي محاولة للسيطرة على تداعيات هذا التسريب، قامت الغرف الإعلامية للاستخبارات العسكرية السودانية، بناءً على توجيهات من قياداتها العليا، بإطلاق حملة تضليل منظمة. انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي رواية زائفة تدعي أن الأفراد في الصورة ليسوا ضباطًا أوكرانيين، بل شبابًا سودانيين ثوريين برفقة صحفيين أجانب من قناة إخبارية دولية، يقال إنهم كانوا يعملون في منطقة أم درمان.
تعكس هذه الحملة التضليلية نية الجيش السوداني في التخفيف من حدة التورط العسكري الأجنبي والتقليل من حجم التعاون الأوكراني، لتجنب الانتقادات الدولية وردود الفعل السلبية المحتملة.
ورغم الجهود المبذولة لإخفاء الحقيقة، فإن الواقع يكشف عن مشاركة ضباط أوكرانيين بالفعل في العمليات العسكرية داخل السودان، وخاصة في تشغيل الطيران المسير. هذا التعاون يعكس تعقيدات التحالفات الدولية والتدخلات التي تؤثر على مسار النزاع في السودان.
إن وجود ضباط أوكرانيين في السودان لا يعد فقط دليلاً على التورط الأجنبي المتزايد، بل يثير أيضًا مخاوف حول تداعيات مثل هذه الشراكات. استخدام التكنولوجيا العسكرية المتقدمة مثل الطائرات المسيرة من قبل قوات أجنبية داخل السودان قد يشير إلى تحول في ديناميكيات النزاع، مع نتائج بعيدة المدى على السودان والمنطقة بشكل عام.
بينما تستمر الصورة المسربة في الانتشار وتثير النقاش، فإنها تذكرنا بمدى تعقيد الحروب الحديثة، حيث غالبًا ما تكون الحقيقة هي الضحية الأولى. ويؤكد تورط الضباط الأوكرانيين في العمليات العسكرية السودانية على الأبعاد الدولية للصراع، والخطوط المتداخلة بين النضالات المحلية والمصالح العالمية.
تعليقات
إرسال تعليق