عبد الله حمدوك .. جهود لا تهدأ من أجل إرساء السلام في السودان

منذ توليه منصب رئيس الوزراء في السودان عام 2019، واجه عبد الله حمدوك مهمة شاقة تتمثل في قيادة البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار. 

وقد برزت قضية السلام كأولوية قصوى في أجندته السياسية، نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجه السودان، بدءًا من النزاعات المسلحة التي أنهكت البلاد لعقود، وصولًا إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية المتراكمة.

حمدوك أدرك منذ البداية أن تحقيق السلام في السودان لن يكون سهلاً، بل يتطلب جهودًا مضنية واستعدادًا لتقديم تنازلات من كافة الأطراف. 

وبهذا الفهم، شرع في سلسلة من المفاوضات مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ساعيًا إلى دمجها في العملية السياسية وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات الطويلة الأمد.

لم تقتصر جهود حمدوك على المفاوضات فحسب، بل شملت أيضًا تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المتأثرة بالصراع. 

فقد عمل على توفير الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق التنمية المستدامة والسلام. 

كما شجع على إقامة مؤتمرات للسلام والمصالحة بين مختلف القبائل والمجتمعات المحلية، بهدف تعزيز الثقة وبناء الجسور بين المكونات المختلفة في البلاد.

ورغم الصعوبات، بما في ذلك محاولات عرقلة مساعيه من قبل بعض الأطراف المتشددة، نجح حمدوك في إبرام اتفاقات سلام تاريخية مع عدد من الحركات المسلحة في عام 2020، هذه الاتفاقات، وإن كانت لا تزال تحتاج إلى التنفيذ الكامل، تعد خطوة كبيرة نحو تحقيق الاستقرار الدائم في السودان.

عبد الله حمدوك، بروحه الهادئة وإصراره الدؤوب، أصبح رمزًا للأمل لدى السودانيين الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل، فرغم التحديات المستمرة، تظل جهوده لإحلال السلام وتوحيد الصفوف علامة فارقة في تاريخ السودان المعاصر، ومثالًا يُحتذى به في القيادة الحكيمة والملتزمة بالعمل من أجل مصلحة الجميع.