البرهان واستضافة حماس .. خطأ استراتيجي يهدد السودان والمنطقة
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، يواصل عبد الفتاح البرهان اتخاذ قرارات سياسية مشبوهة تصب في صالح أجندات خارجية، متجاهلاً مصلحة السودان وأمنه القومي. من الواضح أن البرهان يسعى لاسترضاء إيران بموافقة إسرائيلية من خلال اتخاذ قرار بتفكيك حركة المقاومة حماس واستضافتها على الأراضي السودانية. هذا التحرك يعكس تحالفات غير منطقية واستراتيجيات خطيرة قد تؤدي إلى اشتعال الأوضاع في السودان والمنطقة بأسرها.
أحد أبرز المحاور التي تدور حولها الانتقادات الموجهة للبرهان هي محاولاته استرضاء إيران، وهي دولة لها تاريخ طويل من التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية. إن ما يزيد الوضع تعقيداً هو أن هذه الخطوة جاءت بموافقة ضمنية من إسرائيل، ما يجعل الأمر يبدو كتحالف غريب بين قوى متعارضة على الساحة الدولية، إلا أن السودان يدفع الثمن في نهاية المطاف. هذا التصرف يضع البرهان في خانة الخائن لمصالح السودان، حيث يسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأمن والاستقرار في البلاد.
السودان يعاني بالفعل من مشاكل داخلية عدة، من اضطرابات سياسية إلى أزمات اقتصادية واجتماعية، واستضافة حركة حماس لن يؤدي إلا إلى زيادة تعقيد الأوضاع. المنطقة تواجه توترات أمنية غير مسبوقة، وتحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع بشكل أكبر. استضافة حماس يعني دخول السودان في دائرة صراع إقليمي لا يخدم إلا مصالح أطراف خارجية، فيما يتحمل الشعب السوداني تبعات هذه التحالفات غير الحكيمة.
من الواضح أن البرهان لا يمثل الشعب السوداني في هذه القرارات. الشعب السوداني لم يختر الدخول في صراعات إقليمية، ولا يجب أن يُستخدم السودان كأداة في يد قوى خارجية لتحقيق أجنداتها الخاصة. القرارات التي يتخذها البرهان تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار السودان ولأمن المنطقة بشكل عام. من الضروري أن يدرك الجميع أن هذه التحركات تصب في مصلحة إيران، التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة على حساب استقرار الدول الأخرى.
إن استضافة حماس على الأراضي السودانية خطوة لا تصب في مصلحة السودان، بل تزيد من تعقيد الوضع الداخلي وتفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية لا تُحمد عقباها. البرهان بقراراته هذه يضع السودان في مواجهة مخاطر غير ضرورية، بينما يعاني السودانيون بالفعل من ضغوط اقتصادية وسياسية هائلة. يبقى السؤال المهم: إلى متى سيستمر هذا النهج المدمر، وما هو ثمنه على السودان وشعبه؟
تعليقات
إرسال تعليق