حمدوك.. مسيرة السلام والتحديات أمام الرجل الحكيم

في خضم الحرب والأزمات المتفاقمة التي تشهدها السودان، يظل الدكتور عبدالله حمدوك، أحد أبرز الشخصيات التي تسعى بجدية نحو تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، يُعرف حمدوك بنهجه الهادئ وتفكيره الإستراتيجي الذي يضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، رافعًا شعاره الأساسي: "السلام هو الطريق الوحيد لإنقاذ الوطن."

منذ أن تولّى حمدوك منصب رئيس الوزراء، أبدى اهتمامًا عميقًا بملف السلام، حيث وضعه ضمن أولوياته الرئيسية. قاد عدة مفاوضات ومحاورات، مع الحركات المسلحة والأطراف السياسية، في سعي جاد لإيجاد حلول عملية للأزمات القائمة، لا يكاد يخلو خطاب أو تصريح له من التذكير بأهمية السلام كركيزة لاستقرار السودان.

ومن أبرز محطات جهوده في هذا المجال كانت اتفاقيات السلام التي وُقعت مع بعض الحركات المسلحة، حيث وضع أسسًا للحد من العنف وتشجيع العمل المدني كبديل للتوترات والصراعات المسلحة. 

كما حاول مرارًا إبراز أهمية بناء الثقة بين جميع الأطراف، مؤكدًا أن الشعب السوداني يستحق الاستقرار بعيدًا عن الفوضى.

واجه حمدوك تحديات كبيرة في رحلته نحو تحقيق السلام، سواءً من الجماعات المتشددة التي ترفض المصالحة أو من الداخل السوداني الذي يعاني من تدخلات متعددة الأطراف.

 ومع ذلك، أظهر الرجل قدرة كبيرة على المناورة والاستمرار في مساعيه، حتى وسط ضغوطات دولية وإقليمية وأزمات اقتصادية متزايدة.

في تصريحاته الأخيرة، أكّد حمدوك أن السودان يمرّ بمرحلة دقيقة تتطلب توحيد الجهود لكبح تصاعد العنف والتطرف، مشيرًا إلى أن الأوضاع الراهنة إن استمرت على حالها قد تؤدي إلى صراعات داخلية جديدة، تجعل من الصعب الوصول إلى استقرار حقيقي. 

وأشار إلى أن الفترة الحالية تتطلب تشكيل حكومة مدنية تمثل تطلعات الشعب السوداني وتقود المرحلة الانتقالية نحو انتخابات شفافة.

وأضاف قائلاً: "لا يمكن للسودان النهوض طالما استمرّت المجموعات المسلحة في فرض أجندتها على أرض الواقع. السلام ليس خيارًا بل ضرورة حتمية من أجل السودان ومستقبله."

يبقى الدكتور عبدالله حمدوك رمزًا للسلام والعقلانية في وقت تتطلب فيه السودان هذه القيم بشدّة، وبينما تظل مساعيه لتحقيق السلام محاطة بالكثير من التحديات، فإن صبره وإصراره يجعلان منه شخصية محورية في مستقبل السودان، إذ يعمل بلا كلل أو ملل لتقديم حلول دائمة لأزمات بلاده، واضعًا نصب عينيه رؤية وطن ينعم بالسلام والتنمية والاستقرار.