انقسام حاد في حزب المؤتمر الوطني "المحلول" بعد اختيار أحمد هارون رئيساً

في تطور جديد يعكس التصدع الداخلي في صفوف الإسلاميين، عقد مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني المحلول اجتماعاً سرياً بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل يوم الخميس 14 نوفمبر 2024م. الاجتماع، الذي حضره عدد من القيادات البارزة، شهد اختيار أحمد هارون، المطلوب للعدالة الدولية، رئيساً للحزب، بعد صراع داخلي طويل مع مجموعة إبراهيم محمود، التي رفضت هذا القرار واعتبرته باطلاً.

فيما حضر الاجتماع عبر الهاتف كل من الرئيس المخلوع عمر البشير، القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، ورئيس جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، تولى الفريق أول ركن ياسر العطا تأمين الاجتماع.

البرهان، الذي خاطب الاجتماع عبر الهاتف، دعا إلى تكثيف الاستنفار بين عضوية الحزب المحلول وحشد أكبر عدد من المواطنين للمشاركة في ما أسماه "معركة الكرامة". كما أشار إلى الترتيبات التي يجري تنفيذها في أجهزة الدولة لإعادة عناصر التنظيم وأبعاد المعارضين. وفيما يتعلق بالأوضاع في دارفور، كشف البرهان عن خطط لإعادة ترتيب الوضع في المنطقة تحت إشراف إبراهيم جابر.

من جهة أخرى، حذر عمر البشير من الانقسامات الداخلية، ودعا إلى توحيد صفوف الحزب المحلول لمواجهة الفتن داخل التنظيم، مشدداً على ضرورة الإسراع في حسم المعركة العسكرية. كما طالب بعدم الثقة في بعض الأطراف الدولية، وخاصة مصر، والاعتماد على كوادر الحزب.

ويبدو أن الانشقاقات داخل الحزب المحلول قد وصلت إلى ذروتها، حيث تم تشكيل لجان للتواصل مع مجموعة إبراهيم محمود، وفي حال رفضهم الانصياع لقرارات الحزب، ستتخذ إجراءات تنظيمية ضدهم، بما في ذلك المحاسبة والفصل.

وفي إطار متصل، أكد مصدر قيادي في "تقدم" أن حركة الإسلاميين، التي كانت وراء إشعال حرب 15 أبريل 2024م، تسعى الآن لتوطيد سلطتها مجدداً عبر حزب المؤتمر الوطني المحلول، بعد اختيار هارون رئيساً للحزب. وأشار إلى أن هذه الصراعات قد تقود البلاد إلى المزيد من النزاعات السياسية والعسكرية، خاصة في شرق السودان.

وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على ضرورة تنظيم العضوية في كافة الولايات والمؤسسات وتعزيز الولاء والطاعة للقيادة الجديدة للحزب.