البرهان وجبريل.. ثنائي الخراب في السودان
منذ أن انقلب البرهان على الفترة الانتقالية، وهو يتصرف كأنه مالك السودان المطلق، بينما في الواقع لا يستطيع حتى السيطرة على كرسيه المهتز. الجنرال الذي يقضي وقته متنقلًا بين العواصم، محاولًا إقناع العالم بأنه رجل الدولة، بينما لا يعرف حتى كيف يدير اجتماعًا دون أن يوزع الاتهامات يمينًا ويسارًا.
البرهان اليوم ليس أكثر من قائد مجموعة من الضباط المتصارعين، يبيعون الولاءات لمن يدفع أكثر. فبينما تتآكل الدولة من الداخل، ينشغل الرجل بإطلاق التصريحات الجوفاء عن "السيادة الوطنية"، بينما هو نفسه يستجدي الدعم الخارجي ليحافظ على سلطته. هل يظن البرهان أن السودانيين نسوا كيف هرب إلى بورتسودان وترك الخرطوم تحترق؟ هذا الرجل الذي لم يقاتل يومًا في معركة حقيقية، لكنه بارع في قمع شعبه، لا يفهم أن السودان ليس كتيبة عسكرية يمكنه إدارتها بالأوامر.
أما جبريل إبراهيم، فيستحق جائزة أسوأ وزير مالية في تاريخ السودان. الرجل الذي جاء إلى السلطة باسم "المهمشين"، لكنه سرعان ما انضم إلى نادي النخبة التي تعتقد أن الشعب مجرد خزينة يجب نهبها. فمنذ أن تولى وزارة المالية، لم يسمع السودانيون منه سوى زيادات الضرائب، رفع الدعم، وإجراءات التقشف التي لم تمس سوى الفقراء.
جبريل، الذي ظل يبرر قراراته الكارثية بأنها "من أجل الاقتصاد"، يعيش حياة الرفاهية، بينما يموت السودانيون جوعًا. هل يعتقد هذا الرجل أن الشعب لا يرى الفجوة الهائلة بين كلامه وأفعاله؟ كيف يمكن لشخص كان يقاتل من أجل العدالة أن يصبح أداة أخرى بيد السلطة لقهر الفقراء؟
البرهان وجبريل ليسا أكثر من وجهين لعملة واحدة، جنرال متشبث بسلطة منهارة، ووزير حول الاقتصاد إلى غنيمة شخصية. لكن ما لا يفهمه هؤلاء هو أن السودانيين قد وعوا الدرس، وأن ساعة الحساب ستأتي، مهما طال الزمن.
تعليقات
إرسال تعليق