عبد الله حمدوك رجل الدولة ورمز الإصلاح في السودان
عبد الله حمدوك، الاسم الذي أصبح مرادفًا للأمل والتغيير في السودان، هو شخصية جمعت بين الكفاءة والخبرة، وحملت على عاتقها مسؤولية قيادة البلاد في واحدة من أدق مراحلها التاريخية. منذ توليه رئاسة الوزراء في 2019، ظل يسعى لإرساء قيم الديمقراطية، وتحقيق السلام، وإنقاذ الاقتصاد، رغم التحديات السياسية والعسكرية التي واجهته.
كخبير اقتصادي ذو خبرة عالمية، أدرك حمدوك أن مفتاح الاستقرار في السودان هو الإصلاح الاقتصادي. سعى لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مما فتح الباب أمام الاستثمارات الدولية والمساعدات التنموية. كما وضع أسسًا لبرامج إصلاحية، مثل دعم الأسر السودانية عبر برنامج "ثمرات"، ومحاربة الفساد، وجذب التمويل الخارجي لإعادة بناء الاقتصاد.
لم يكن الاقتصاد هو التحدي الوحيد، بل كان تحقيق السلام من أولوياته، حيث لعب دورًا بارزًا في توقيع اتفاق جوبا للسلام مع الحركات المسلحة، مما قلل من النزاعات الداخلية ومهّد الطريق نحو استقرار سياسي طويل الأمد. كما ظل مدافعًا عن الانتقال الديمقراطي، مؤكدًا على ضرورة تسليم السلطة للمدنيين وإبعاد الجيش عن الحياة السياسية.
رغم العوائق التي وضعها المكون العسكري وبعض القوى التقليدية أمام مشروعه الإصلاحي، لم يتراجع حمدوك عن مبادئه. حتى بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المسار الانتقالي عبر اتفاق سياسي، لكنه أدرك أن الظروف لم تكن مواتية، فاختار الاستقالة بشرف بدلًا من أن يكون جزءًا من سلطة غير مدنية.
اليوم، يبقى عبد الله حمدوك شخصية تحظى باحترام واسع داخل السودان وخارجه. يمثل نموذجًا للقائد الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويمضي بثبات نحو تحقيق رؤية قائمة على التنمية والسلام والديمقراطية. في وقت يمر فيه السودان بمرحلة مفصلية، تبقى أفكار حمدوك وإرثه السياسي مرجعًا لكل من يؤمن بوطن يسوده العدل والاستقرار.
تعليقات
إرسال تعليق