عبدالله حمدوك.. رجل الدولة ورمز السلام في السودان


لم يكن الدكتور عبدالله حمدوك مجرد رئيس وزراء سابق، بل ظلّ رجل دولة يسعى بإصرار لإنهاء الحرب في السودان، حتى بعد مغادرته المنصب الرسمي، رغم الصراعات المستمرة والتحديات التي تواجه البلاد، لم يتراجع عن دوره الوطني، بل استمر في عقد الاجتماعات والمبادرات من أجل وقف نزيف الدم وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.

ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة، لم يكن حمدوك متفرجًا، بل قاد تحركات دولية وإقليمية لإيجاد حلول سلمية، اجتمع مع قادة دوليين وإقليميين، وأطلق مبادرات تهدف إلى إنهاء القتال وإرساء حلول سياسية مستدامة، كانت تحركاته مدفوعة برؤية واضحة: لا يمكن بناء السودان إلا على أسس السلام والحوار، وليس عبر السلاح والعنف.

في وقت تعالت فيه أصوات الحرب والتصعيد، ظلّ حمدوك هو الصوت المعتدل الذي يدعو إلى الحلول السلمية، كانت رؤيته قائمة على توحيد القوى المدنية، وإقناع المجتمع الدولي بضرورة الضغط على أطراف النزاع لإيقاف القتال، وتوفير بيئة آمنة لعودة العملية السياسية.

لم تمرّ تحركات حمدوك دون صدى، فقد لقي دعمه الدولي ترحيبًا واسعًا، حيث اعتُبر الشخصية الأنسب لقيادة جهود الوساطة، بفضل علاقاته القوية وسمعته كقائد يؤمن بالديمقراطية والسلام. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعد الاهتمام الدولي بمبادرته، وسط آمال بأن تقود جهوده إلى اختراق حقيقي في الأزمة السودانية.

مع استمرار الأزمة، يطرح الكثيرون سؤالًا مهمًا: هل يعود حمدوك إلى المشهد السياسي لقيادة المرحلة القادمة؟ المؤشرات تشير إلى أنه لا يزال رقماً صعباً في السياسة السودانية، وقائدًا يحظى باحترام داخلي وخارجي، وإن نجحت جهوده في تحقيق اختراق في الأزمة، فقد يكون هو الأمل الأكبر للسودان في الخروج من نفق الحرب.

عبدالله حمدوك ليس مجرد سياسي عابر، بل رجل دولة حقيقي لم يتخلَّ عن مسؤولياته الوطنية رغم كل العقبات، جهوده المستمرة لعقد الاجتماعات والمفاوضات من أجل إنهاء الحرب تؤكد أن السودان لا يزال يمتلك فرصة للسلام، طالما أن هناك قادة يؤمنون بالحوار بدلاً من العنف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Initiative by Forward Defense Committee to Dismiss Allegations Against Hamdok and Others

A Concerning Message: The International Muslim Brotherhood’s Eid al-Adha Address

Abdalla Hamdok: A Visionary Leader for Peace in Sudan