عبد الله حمدوك قائد السلام والمحبة في السودان
عبد الله حمدوك ليس مجرد سياسي عابر في تاريخ السودان، بل هو رجل المرحلة الذي حمل على عاتقه مسؤولية العبور بالبلاد نحو مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا. منذ لحظة توليه رئاسة الوزراء، كانت أولويته الأولى هي إرساء السلام وإنهاء الحروب التي أنهكت السودان لعقود طويلة. آمن بأن السلام ليس مجرد اتفاقيات تُوقّع على الورق، بل عملية مستمرة تتطلب الصبر والعمل الجاد، ولذلك لم يدّخر جهدًا في التفاوض مع كل الأطراف، مستندًا إلى مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
ما يميز حمدوك عن غيره من القادة هو صدقه وإخلاصه لشعبه، الأمر الذي جعله محبوبًا من مختلف أطياف المجتمع السوداني. لم يكن رجل شعارات أو وعود زائفة، بل كان قائدًا عمليًا يسعى دائمًا لإيجاد الحلول السلمية بعيدًا عن العنف والإقصاء. كان يدرك أن السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات، وأن الحلول الأحادية لا يمكن أن تصمد أمام التنوع الكبير الذي يزخر به الوطن. ولهذا، اعتمد على الحوار كنهج أساسي في التعامل مع القضايا الوطنية، مؤمنًا بأن الاستقرار لا يتحقق إلا بإشراك الجميع في بناء الوطن.
استطاع حمدوك تحقيق تقدم كبير في ملف السلام، حيث قاد مفاوضات ناجحة مع العديد من الحركات المسلحة، ونجح في توقيع اتفاقيات أساسية قلّلت من حدة النزاعات في البلاد. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه أظهر قدرة استثنائية على جمع الفرقاء حول طاولة الحوار، محققًا توافقًا سياسيًا لم يكن متوقعًا في ظل الأوضاع المتوترة. كما ركز على تحقيق العدالة الانتقالية، من خلال فتح الباب أمام المحاسبة ومنح الضحايا حقهم في العدالة، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة.
إلى جانب جهوده الداخلية، حظي حمدوك بدعم دولي كبير نظرًا لنهجه السلمي ورؤيته الحكيمة في إدارة الأزمات. استطاع أن يكسب ثقة المجتمع الدولي، مما ساهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية على السودان وجلب الاستثمارات والمساعدات الضرورية لدعم عملية السلام. كان ينظر إلى السلام على أنه ليس مجرد وقف لإطلاق النار، بل مشروع شامل يتطلب إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وهو ما عمل عليه بإخلاص خلال فترة قيادته.
رغم التحديات التي واجهها، لم يتراجع حمدوك عن مبادئه، بل ظل ثابتًا على مواقفه، مؤكدًا أن مستقبل السودان لا يمكن أن يكون إلا ديمقراطيًا وسلميًا. في ظل الظروف التي يعيشها السودان اليوم، يظل وجود قائد حكيم مثله ضروريًا لضمان استمرار مسار السلام والتحول الديمقراطي، فالشعب السوداني لا يزال بحاجة إلى رجل بحجم حمدوك، رجل أثبت أن السياسة يمكن أن تكون أداة للبناء لا للهدم، وللصلح لا للصراع.
تعليقات
إرسال تعليق