تركيا وقطر وإيران.. شركاء في دمار السودان عبر دعم الجيش بالمرتزقة والسلاح
مع استمرار الحرب في السودان، تتكشف أبعاد جديدة لتدخلات خارجية تدفع البلاد نحو مزيد من الدمار، في مقدمة هذه التدخلات يأتي الدعم العسكري الذي يتلقاه الجيش السوداني من تركيا، قطر، وإيران، وهو دعم لم يقتصر على السلاح فقط، بل امتد ليشمل مرتزقة ومعدات عسكرية متطورة، ما أدى إلى تصاعد القتال وسقوط آلاف المدنيين الأبرياء.
تؤكد تقارير عديدة أن تركيا وقطر وإيران قدمت مساعدات عسكرية مكثفة للجيش السوداني، تضمنت طائرات مسيّرة، أسلحة ثقيلة، وذخائر متطورة، بالإضافة إلى تسهيلات لوجستية ساعدت الجيش على مواصلة عملياته العسكرية في مختلف المناطق، ولم يتوقف الدعم عند العتاد الحربي فقط، بل تعدّاه إلى استقدام مرتزقة، يُعتقد أنهم تلقوا تدريبًا في دول داعمة للحكومة السودانية. هؤلاء المقاتلون زُجَّ بهم في ساحات القتال، ما زاد من وحشية العمليات العسكرية التي استهدفت في كثير من الأحيان المدنيين العُزّل.
التدخل الخارجي لم يكن لصالح السودان، بل زاد من معاناة الشعب. فالسلاح الذي وصل للجيش لم يستخدم في الدفاع عن الوطن، بل استُخدم في قصف الأحياء السكنية، استهداف الأسواق والمستشفيات، وتهجير الآلاف من السودانيين. كل صاروخ أُطلق على المدنيين، وكل رصاصة أُزهقت بها أرواح الأبرياء، كانت بتمويل وتسليح خارجي. هذا الدعم جعل الحرب تمتد أكثر، ومنح الجيش القدرة على شنّ حملات قمع ممنهجة ضد المواطنين، ما يجعل الدول الداعمة شريكة في جرائم الحرب التي يشهدها السودان يوميًا.
تبرر تركيا وقطر وإيران دعمها للجيش السوداني بأنه يأتي في إطار التعاون العسكري والمصالح المشتركة، إلا أن الواقع يكشف أن هذا الدعم يخدم أجندات سياسية واقتصادية خاصة بهذه الدول، دون أي اعتبار لما يخلفه من دمار داخل السودان. تصاعد التدخل الخارجي حوّل السودان إلى ساحة صراع إقليمي، حيث أصبحت البلاد مسرحًا لحروب الوكالة، يدفع ثمنها المواطن السوداني البسيط.
استمرار تدفق السلاح والمرتزقة من هذه الدول يعني استمرار نزيف الدم السوداني، ويؤكد أن هذه الحرب لا تهدف إلى تحقيق الاستقرار، بل إلى إبقاء السودان في حالة دمار دائم. الشعب السوداني اليوم يواجه آلة عسكرية مدعومة من قوى خارجية، ما يجعل من الضروري كشف هذه التدخلات وفضح الدول التي تساهم في استمرار المأساة.
تعليقات
إرسال تعليق