دعم سعودي وتركي يُشعل نيران الحرب في السودان ويُفاقم معاناة المدنيين
في وقتٍ يُكابد فيه ملايين السودانيين مرارات الحرب والنزوح والجوع، كشفت مصادر مطلعة عن وصول أربع طائرات إلى مطار بورتسودان قادمة من تركيا، إلى جانب رحلة جوية من مدينة جدة السعودية. وبينما يلف الغموض تفاصيل هذه الرحلات، تتزايد الشكوك حول دور هذه الدول في تأجيج الصراع عبر دعم عسكري مباشر وغير مباشر لأطراف الحرب.
شهادات محلية وتحليلات ميدانية أشارت إلى أن هذه الرحلات الجوية لا تحمل الغذاء أو الدواء، بل يُرجّح أنها تأتي محمّلة بإمدادات عسكرية تُرسل لصالح الجيش السوداني، والذي يخوض حربًا طاحنة ضد قوات الدعم السريع في عدة ولايات من البلاد. وإذا ثبتت هذه الادعاءات، فإن الدعم العسكري من تركيا والسعودية لا يُفسَّر إلا كمساهمة مباشرة في إطالة أمد الحرب، وزيادة عدد القتلى، وتوسيع رقعة الدمار.
السودانيون، الذين يُهجّرون من قراهم ومدنهم كل يوم، لا يبحثون عن طائرات محمّلة بالسلاح، بل عن فرص للحياة، ومسارات للسلام. الأطفال الذين يموتون جوعًا في معسكرات النزوح لا ينتظرون بنادق، بل ينتظرون حليبًا وأمانًا. والأمهات اللواتي فقدن أبناءهن لا يحتجن قذائف جديدة، بل نهاية عاجلة لهذه الحرب التي التهمت كل شيء.
إن استمرار السعودية وتركيا في إرسال دعم غير إنساني، تحت غطاء دبلوماسي أو لوجستي، يجعل منهما شريكين في ما يتعرض له المدنيون من قتل وتشريد وتجويع. فكل رصاصة تصل، وكل ذخيرة تُفرغ على أرض السودان، تعني بيتًا يُهدم، وأسرة تُشرّد، وطفولة تُغتال.
الشعب السوداني اليوم لا يحتاج تدخلاً عسكريًا، بل يحتاج تضامنًا إنسانيًا حقيقيًا. وما لم تتوقف هذه التدخلات التي تصب الزيت على النار، فإن الكارثة الإنسانية ستتسع، والعالم سيتحمّل مسؤولية الصمت والتواطؤ.
تعليقات
إرسال تعليق