صراع الإسلاميين في السودان.. مقتل شقيق علي كرتي يفتح باب التكهنات حول تصفيات داخلية

شهدت منطقة أم درمان خلال الأيام الماضية حادثة مثيرة للجدل تمثلت في مقتل أحمد كرتي، الشقيق الأصغر للقيادي الإسلاموي البارز علي كرتي، وذلك إثر ضربة بطائرة مسيّرة، ورغم غياب الرواية الرسمية الدقيقة حتى اللحظة، إلا أن مصادر متعددة بدأت في الترويج لرواية تُشير إلى أن العملية تمت بتخطيط داخلي من جناح إسلاموي مناوئ لعلي كرتي داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول.

توقيت العملية زاد من الشكوك، إذ وقعت بعد ساعات فقط من تصريحات نارية أدلى بها علي كرتي، هاجم فيها بشكل مباشر جناح إبراهيم محمود، الذي يُعرف بقربه من القيادي نافع علي نافع. تصريحات كرتي وصفت بالتصعيد غير المسبوق داخل التيار الإسلاموي، ما فتح الباب أمام احتمالات بأن العملية كانت رد فعل مباشر أو رسالة تهديد واضحة.

مصادر قريبة من التيارات الإسلامية أكدت أن الخلافات بين رموز النظام السابق لم تعد محصورة في نطاق التنافس السياسي، بل وصلت إلى مراحل متقدمة من الصراع المفتوح، حيث تسود حالة من الشكوك والتوجس بين مختلف الأجنحة، خصوصاً في ظل غياب مركز موحّد للقرار بعد سقوط النظام السابق.

ويرى مراقبون أن حادثة اغتيال أحمد كرتي إن صحت تفاصيلها كما يتم الترويج لها، ستكون علامة فارقة في طبيعة العلاقات بين مكونات التيار الإسلاموي، والتي يبدو أنها تتجه نحو التصفيات وتبادل الضربات، في وقت تعيش فيه البلاد صراعاً أعقد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من علي كرتي أو من الجهات المتهمة ضمنياً بتنفيذ العملية، ما يترك المجال مفتوحاً أمام سيل من التكهنات حول دوافع الحادثة والجهات المستفيدة منها.