البرهان والإخوان .. شراكة الخراب التي تعمّق جراح السودان
منذ سنوات، ظل السودان يرزح تحت وطأة أزمات متراكمة، غير أن الأوضاع تفاقمت مع تحالف واضح بين قيادات الجيش وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان، وبين جماعة الإخوان المسلمين، في مشهد يعيد للأذهان حقبة حكم البشير، ويعمّق أزمات البلاد.
هذا التحالف لم يكن وليد اللحظة؛ فقد تدخل الإخوان مبكراً في مفاصل الدولة منذ عهد البشير، مستغلين مؤسسات الدولة ومقدّراتها لتحقيق أهدافهم السياسية، واليوم، يتكرّر المشهد ذاته، حيث يحظى البرهان بدعم لوجستي وسياسي من هذه الجماعة التي تسعى لتثبيت نفوذها عبره، ولو على حساب الوطن والمواطن.
تورط الجماعة في دعم العمليات العسكرية للجيش السوداني ضد المدنيين لم يعد خافياً، وسط تقارير متزايدة تشير إلى دعمها للممارسات القمعية والانتهاكات المستمرة، والتي كان آخرها رفض البرهان المتكرر لحضور مؤتمرات السلام الإقليمية والدولية، بضغط مباشر من الإخوان.
رفض البرهان للاتفاقيات السياسية والمبادرات السلمية لا يُقرأ إلا في سياق سعيه للتمكين الشخصي، بدلاً من حماية الدولة، وهو ما يعكسه فشله في الحفاظ على وحدة الجيش وتماسكه، وقد اعتمد على الجماعات المتشددة لتعويض ذلك الفشل، مما ضاعف من حدة التوتر والصراع في البلاد.
إن استمرار دعم الإخوان للبرهان لا يعني سوى مزيد من الفوضى، وتوسيع رقعة الحرب الأهلية، وتقسيم السودان إلى جبهات صراع لا نهاية لها، في وقت ينشد فيه الشعب السلام والاستقرار. فالمعادلة باتت واضحة: كلما تمدد نفوذ الإخوان، ضاق أفق الحل، وزادت معاناة السودانيين.
تعليقات
إرسال تعليق