دور خفي في العلن.. كيف ساهم دعم الإخوان في تعقيد المشهد السوداني؟
شهد السودان خلال السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في حدة الصراعات السياسية والعسكرية، وسط اتهامات متزايدة بتورط تيارات إسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين في دعم طرف واحد ضد مصالح الدولة والشعب.
منذ حقبة البشير، عملت الجماعة على بناء نفوذ واسع داخل الدولة السودانية، مستفيدة من الغطاء السياسي والديني الذي وفرته الأنظمة السابقة. وبعد سقوط النظام، لم يتراجع نفوذ الإخوان، بل اتجهوا لدعم القيادات العسكرية التي تضمن لهم الاستمرار، وفي مقدمتها عبد الفتاح البرهان.
هذا الدعم السياسي والمالي لم يكن بريئًا؛ فقد ساهم بشكل مباشر في إطالة أمد الصراع، وعزّز من قبضة الجيش على السلطة، رغم فشله المتكرر في تحقيق الاستقرار. وقد ظهرت نتائج هذا التحالف جلية في تفشي الفساد، واستمرار الفوضى، وتعطيل المسارات السلمية، ورفض الانخراط في المؤتمرات الدولية الهادفة للحل.
على الأرض، تشير التقارير الحقوقية إلى تورط عناصر من الجيش السوداني في انتهاكات ضد المدنيين، وهو ما يُحمّل بشكل غير مباشر لبيئة التشجيع والدعم التي توفرها التيارات الدينية الموالية. كما أن إصرار البرهان على رفض مبادرات السلام، وتعنته في المفاوضات، يكشف عن تأثيرات واضحة من هذه القوى التي ترى في استمرار الأزمة وسيلة لاستعادة نفوذها الكامل.
فشل القيادة العسكرية في توحيد صفوف الجيش، وظهور انشقاقات داخلية، زاد من هشاشة المؤسسة العسكرية، وأضعف من قدرتها على حماية المدنيين أو فرض القانون، وهو ما يدفع ثمنه المواطن السوداني يوميًا.
المراقبون يرون أن الخطوة الأولى نحو التعافي تبدأ من الاعتراف بالدور الذي تلعبه هذه القوى، ومواجهته بشكل واضح، إذا كان الهدف حقًا هو سودان آمن وموحّد، لا دولة تُدار بالوكالة.
تعليقات
إرسال تعليق