الجيش السوداني يرتكب جرائم حرب باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين
ارتكب الجيش السوداني واحدة من أبشع جرائم الحرب في تاريخ الصراع، بعد استخدامه المتعمد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزّل في مناطق متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية. القصف الذي استهدف أحياء مكتظة بالسكان في جنوب الخرطوم وجنوب كردفان خلّف عشرات الضحايا بحالات اختناق حاد وتقرحات جلدية خطيرة، وسط انتشار واسع للأعراض التي تؤكد استخدام مواد كيماوية محرّمة دولياً.
صور الضحايا الذين تعرّضوا للقصف توثق الأثر الكارثي للهجوم الكيماوي، وتُظهر أطفالاً ونساء ممددين على الأرض وهم يعانون من نزيف في الأنف والفم، وحروق جلدية لا يمكن تفسيرها إلا بتعرضهم لمواد سامة. هذه الهجمات لم تأتِ بالصدفة، بل ضمن سياسة ممنهجة ينتهجها الجيش في معاقبة المجتمعات المدنية التي ترفض الخضوع لسلطته.
شهود عيان أكدوا أن القصف وقع في وقت مبكر من الصباح، حيث لم تكن هناك أي مواجهات عسكرية تبرر استهداف الأحياء. الطائرات الحربية ألقت القذائف على منازل السكان مباشرة، وبعد دقائق بدأت الروائح الغريبة تنتشر في الهواء، تلاها سقوط متتالٍ للضحايا، بعضهم فارق الحياة قبل وصولهم لأبسط المساعدات الطبية.
الجيش لم يكتفِ بالقصف، بل منع فرق الإسعاف والإغاثة من الدخول للمناطق المتضررة، في محاولة واضحة لطمس الأدلة وإخفاء آثار جريمته. هذه ليست الحادثة الأولى، لكنها الأخطر منذ بداية الحرب، وتؤكد أن القوات المسلحة باتت تمارس حرب إبادة جماعية بلا أي وازع.
صمت المجتمع الدولي أمام هذا الإجرام يفتح الباب لمزيد من المجازر، ويضع علامات استفهام حول جدية العالم في حماية المدنيين ومحاسبة المجرمين. ما يحدث في السودان اليوم ليس نزاعاً تقليدياً، بل حملة منظمة لتدمير الإنسان، يقودها جيش انقلب على شعبه، وبدأ باستخدام أدوات الإبادة الجماعية لتحقيق بقائه.
تعليقات
إرسال تعليق