صلاح قوش يعود للمشهد من بوابة بورتسودان .. تحركات سرّية لعزل البرهان وسط أزمة داخلية وخارجية

في تطور لافت للمشهد السياسي السوداني، أفادت مصادر مطلعة بوصول مدير جهاز المخابرات الأسبق، الفريق أول صلاح عبد الله قوش، إلى مدينة بورتسودان بتاريخ 24 مايو 2025، في زيارة سرّية لم يُعلن عنها رسمياً حتى الآن. وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد الخلافات بين أطراف سلطة بورتسودان حول تعيين رئيس وزراء مدني وتداعيات العقوبات الأمريكية المفروضة على الجيش السوداني بسبب استخدامه أسلحة كيميائية في النزاع القائم.

الزيارة، التي تمّت بتنسيق مباشر من قيادات في الحركة الإسلامية، تهدف إلى دفع قوش للقيام بدور محوري في معالجة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، من خلال تقريب وجهات النظر بين المكونات المتصارعة داخل السلطة، أو في حال الفشل، تنفيذ خطة بديلة تتمثل في عزل الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومساعديه من المشهد السياسي، بالتنسيق مع ضباط موالين لقوش داخل المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات.

وبحسب التسريبات، فإن تحركات قوش تجري بسرّية تامة وضمن مسارات محسوبة ومدروسة، تعكس حالة التوتر داخل معسكر السلطة، خصوصاً بعد ما وصفه مقربون من الحركة الإسلامية بـ"خروج البرهان عن خط التنظيم"، في إشارة إلى عدم التزامه بتعليماتهم، لا سيما في ما يخص تعيين رئيس وزراء جديد يتوافق مع خطهم السياسي.

كما تشير التقارير إلى أن الضغوط الدولية، وخاصة العقوبات الأمريكية التي فُرضت على خلفية تورّط الجيش في استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية، قد عجّلت بتحرّك الإسلاميين عبر قوش، بحثاً عن مخرج يُعيد لهم السيطرة والنفوذ وسط بيئة سياسية متقلبة وغير مستقرة.

وتُعد عودة قوش إلى دائرة التأثير مفصلية في سياق إعادة تشكيل ميزان القوى داخل السودان، في ظل تعقّد الأوضاع الأمنية والسياسية، وتزايد الانتقادات المحلية والدولية لأداء السلطة القائمة في بورتسودان.

تبقى نتائج هذه التحركات رهينة بتوازنات دقيقة داخل الجيش والمخابرات، ومدى استجابة القوى المحلية والدولية لأي تغيير مرتقب في بنية السلطة، قد يقود السودان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي أو إعادة ترتيب المشهد بالكامل.