الدعم السريع يُحرر الدبيبات والخوي وأم صميمة والحمادي.. تقدُّم استراتيجي يُربك حسابات الجيش


في خطوة عسكرية مفصلية قد تعيد رسم موازين القوى في ولايتي جنوب وشمال كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع عن بسط سيطرتها الكاملة على أربع مناطق استراتيجية هي: الدبيبات، الحمادي، الخوي، وأم صميمة، بعد معارك وصفتها القيادة بـ"السريعة والحاسمة"، وهو ما يُعد إنجازاً ميدانياً جديداً يُحسب لقوات الدعم في مسارها العسكري الممتد منذ أكثر من عام ضد ما أسمته "بقايا فلول النظام القديم".


ووفقاً لما أوردته صحيفة الراكوبة في منشورها الصادر في مايو 2025، فإن قوات الدعم السريع تمكنت من استعادة هذه المناطق بعد "ضربات تكتيكية مركزة" على مواقع تمركز قوات الجيش ومليشياته المساندة، ونجحت في تفكيك الدفاعات الأمامية للعدو، وأحكمت قبضتها على المدن والمناطق المحررة. وقد أظهرت صور النصر - التي وزعتها منصات إعلامية موالية للدعم السريع - أفراد القوات وهم يرفعون علم السودان فوق المباني الحكومية في مدينة الدبيبات، وسط هتافات الأهالي.


تكتسب المناطق المُحررة أهمية خاصة من حيث الموقع الجغرافي والوزن السياسي، حيث تُعد مدينة الدبيبات بوابة الجنوب إلى كردفان الكبرى، بينما تفتح أم صميمة الطريق أمام تمدد محتمل نحو الأبيض، وتُمثل الخوي والحمادي نقاط ارتكاز لوجستية مهمة في ربط ولايات غرب السودان ببعضها البعض.


كما يُنظر إلى هذه الانتصارات باعتبارها ضربة قاصمة لمعنويات الجيش، الذي ظل يعتمد على هذه المناطق كممرات لتموين خطوطه الأمامية، وكمخازن خلفية للأسلحة والمؤن.


وأكدت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، أن هذا التقدم يأتي في إطار ما وصفته بـ"العملية الاستراتيجية لتحرير السودان من قبضة العسكر"، وتهدف بحسب البيان إلى "حماية المدنيين وفتح الطرق لإيصال المساعدات الإنسانية وعودة الحياة إلى طبيعتها"، في ظل الانهيار الاقتصادي والتدهور الأمني الذي تشهده البلاد.


ويقول المتحدث باسم الدعم السريع، إن هذه المرحلة تؤكد "التفوق الميداني والجاهزية القتالية العالية"، وأن المعركة لم تعد فقط على الأرض، بل أصبحت معركة إرادة شعب يسعى للتغيير والحرية.


ورغم محاولات منصات تابعة للجيش نفي تلك التطورات، إلا أن مصادر ميدانية وشهادات سكان محليين أكدت حدوث الانسحابات وتقدُّم قوات الدعم السريع في المحاور الأربعة. وقد شوهدت آليات عسكرية محترقة وعربات تابعة للجيش متروكة في الشوارع، وسط تقارير عن فرار عدد من القيادات نحو مناطق أكثر أماناً.


وتُشكل هذه الانتصارات ورقة ضغط جديدة بيد الدعم السريع في حال استئناف أي مفاوضات سياسية، كما تعزز من حضوره العسكري في المناطق ذات الكثافة السكانية، ما يزيد من تعقيد المشهد أمام أي مساعٍ لإيقاف الحرب دون تغيير جذري في موازين السلطة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Initiative by Forward Defense Committee to Dismiss Allegations Against Hamdok and Others

A Concerning Message: The International Muslim Brotherhood’s Eid al-Adha Address

Abdalla Hamdok: A Visionary Leader for Peace in Sudan